الاستثمارات في المشاريع المشتركة والشركات الزميلة
تعتبر الاستثمارات في المشاريع المشتركة والشركات الزميلة من أهم أنواع الاستثمارات طويلة الأجل في المحاسبة المالية.فهي تمثل علاقات اقتصادية حقيقية بين الشركات، وتكشف عن مدى توسع الشركة الأم وتأثيرها في السوق.
لكن المحاسب يحتاج إلى فهم دقيق لطبيعة هذه الاستثمارات، وطريقة معالجتها في الدفاتر حتى تعكس القوائم المالية صورة عادلة وصحيحة عن الأداء المالي.
أولًا: مفهوم الشركات الزميلة
الشركة الزميلة (Associate Company) هي كيان تمتلك فيه الشركة المستثمرِة بين 20% و50% من حقوق التصويت.
هذه النسبة تمنح المستثمر تأثيرًا جوهريًا على قرارات الشركة الزميلة، لكنه لا يصل إلى حد السيطرة الكاملة.
خد مثال:
لو شركة “ألف” تمتلك 30% من أسهم شركة “باء”،
فهي لا تتحكم فيها بالكامل، لكنها تشارك في القرارات وتؤثر في سياستها التشغيلية والمالية.
ثانيًا: مفهوم المشاريع المشتركة
المشروع المشترك (Joint Venture) هو اتفاق بين شركتين أو أكثر لإنشاء نشاط اقتصادي جديد أو تنفيذ مشروع محدد بملكية وإدارة مشتركة.
كل طرف يساهم بنسبة معينة من رأس المال أو الأصول أو الخبرة، ويتم تقاسم الأرباح والخسائر وفق النسب المتفق عليها.
خد مثال:
شركة مقاولات محلية تتعاون مع شركة أجنبية لبناء جسر،
يتفق الطرفان على أن يتحملا التكاليف والأرباح مناصفة (50% لكل شركة).
ثالثًا: الفرق بين الشركة الزميلة والمشروع المشترك
البند الشركة الزميلة المشروع المشترك
نسبة الملكية من 20% إلى 50% حسب الاتفاق
نوع العلاقة تأثير جوهري بدون سيطرة شراكة وإدارة مشتركة
الكيان القانوني كيان مستقل قائم بالفعل غالبًا كيان جديد مشترك
طريقة المحاسبة طريقة حقوق الملكية طريقة حقوق الملكية أو التجميع النسبي (في بعض الأنظمة)
رابعًا: طريقة المعالجة المحاسبية
عند تسجيل الاستثمار في شركة زميلة أو مشروع مشترك، يتم اتباع طريقة حقوق الملكية (Equity Method):
1. يُسجل الاستثمار في البداية بالتكلفة.
مثال: اشترت شركة “ألف” 30% من أسهم شركة “باء” مقابل 500,000 ريال.
➜ تُثبت في الدفاتر كالتالي:
من حـ/ استثمارات في شركة زميلة 500,000
إلى حـ/ النقدية 500,000
2. يتم تعديل القيمة لاحقًا حسب حصة المستثمر من أرباح أو خسائر الشركة الزميلة.
إذا حققت الشركة الزميلة أرباحًا قدرها 100,000 ريال،
وحصة المستثمر 30% → تُضاف 30,000 ريال إلى حساب الاستثمار.
3. عند استلام توزيعات أرباح نقدية، تُخصم من قيمة الاستثمار.
خامسًا: أهمية هذه المعالجة
تُظهر طريقة حقوق الملكية العلاقة الحقيقية بين الشركتين، لأنها تعكس حصة الشركة الأم في الأرباح أو الخسائر بدلاً من الاكتفاء بتسجيل التوزيعات فقط.
وبالتالي، تصبح القوائم المالية أكثر دقة وشفافية أمام المستثمرين والمحللين الماليين.
سادسًا: الإفصاح في القوائم المالية
يجب على الشركة الإفصاح بوضوح عن:
أسماء الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة.
نسبة الملكية في كل منها.
طريقة المحاسبة المستخدمة.
إجمالي الأرباح أو الخسائر الناتجة عنها.
الاستثمار في الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة ليس مجرد عملية شراء أسهم، بل هو شراكة استراتيجية تهدف إلى توسيع الأعمال وزيادة النفوذ في السوق.
وفهم الطريقة المحاسبية الصحيحة يعزز مصداقية القوائم المالية ويُسهم في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر وعيًا.

ليست هناك تعليقات